تغلّب على التسويف وابدأ العمل بفعالية

يُعدّ التسويف عدوًا لدودًا للإنتاجية، حيثُ يُعيق تحقيق الأهداف ويُبدّد الوقت والجهد. ولتحقيق النجاح في أي مجال، لا بُدّ من التغلّب على هذا العدو المُتمرّس واستبداله بعادات إيجابية تُحفّز على العمل والإنجاز. فالتخلّص من التسويف ليس بالمهمة السهلة، بل تتطلب جُهدًا مُستمرًا وتغييرًا جذريًا في طريقة التفكير والتعامل مع المهام.

التسويف
تغلّب على التسويف وابدأ العمل بفعالية

يُمكنك البدء بتحديد الأسباب التي تدفعك إلى التسويف، فهل هو الخوف من الفشل، أم الملل من المهمة، أم غياب التنظيم؟ بمجرد تحديدك للأسباب، ستتمكن من وضع استراتيجيات فعّالة لمواجهتها. تعلّم أساليب إدارة الوقت وتنظيم المهام، وقسّم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يسهل إنجازها. ولا تنسَ أهمية المكافأة بعد إنجاز كل مهمة، فهذا يُحفّزك ويُرسّخ عادات إيجابية لديك.

حدد مسببات التسويف لديك

لكل شخص أسبابه الخاصة التي تدفعه إلى التسويف، وقد تكون هذه الأسباب مُتعلقة بطبيعة الشخصية أو البيئة المحيطة. فعلى سبيل المثال، قد يُسوّف البعض بسبب الخوف من الفشل، حيث يتجنّبون بدء العمل لتجنّب إمكانية عدم النجاح. بينما يُسوّف آخرون بسبب الملل من المهمة المُوكلة إليهم، فيبحثون عن أي نشاط آخر أكثر إثارة للاهتمام.
  1. الخوف من الفشل: يُعدّ الخوف من الفشل أحد أبرز مسببات التسويف، حيث يُؤدّي إلى تجنّب الشخص للمهام الصعبة خوفًا من عدم القدرة على إنجازها بنجاح.
  2. الكمالية: يسعى البعض إلى إنجاز المهام بدرجة عالية من الكمال، مما يُؤدّي إلى تأجيلهم للعمل بشكل مُستمر بحثًا عن الطريقة المثلى للقيام بها.
  3. قلة التركيز: يُعاني البعض من صعوبة في التركيز لفترات طويلة، مما يُؤثّر على قدرتهم على الاستمرار في العمل ويُؤدّي إلى التسويف.
  4. عدم وضوح الأهداف: عندما تكون الأهداف غير واضحة أو غير مُحدّدة، يُصبح من الصعب وضع خطة عمل واضحة، مما يُؤدّي إلى التسويف.
  5. التشتّت: يُعدّ التشتّت من أبرز العوامل التي تُؤثّر على الإنتاجية وتُؤدّي إلى التسويف، خاصّةً في ظلّ تزايد مُشتّتات الانتباه في العالم الرقمي.
ومن هنا تأتي أهمية تحديد مسببات التسويف بشكل شخصي، ليتمكّن الفرد من وضع الاستراتيجيات المناسبة لتخطّيها والبدء في تحقيق أهدافه.

خطّط ليومك ونظّم وقتك

إنّ التخطيط الجيد والتنظيم الدقيق للوقت من أهمّ العوامل التي تُساعد على التغلّب على التسويف وزيادة الإنتاجية. فتحديد الأهداف ووضع جدول زمني مُحدّد للقيام بالمهام يُساهم في توجيه الجُهد والتركيز نحو تحقيق هذه الأهداف.

  1. حدّد أهدافك 📌ابدأ بتحديد أهدافك اليومية بشكل واضح ودقيق. دوّن هذه الأهداف في مكان بارز لتبقى دائمًا أمام عينيك.
  2. رتّب مهامك حسب الأولوية📌 بعد تحديد أهدافك، قُم بتقسيمها إلى مهام أصغر ورَتّبها حسب أولويتها. ابدأ بالمهام الأكثر أهمية والأكثر إلحاحًا.
  3. استخدم جدولاً زمنيًا 📌 قُم بإنشاء جدول زمني يُحدّد الوقت المُخصّص لكل مهمة. التزم بهذا الجدول قدر الإمكان لتضمن إنجاز مهامك في الوقت المُحدّد.
  4. حسّن بيئة عملك 📌 تأكد من أن بيئة عملك تُحفّز على الإنتاجية. اختر مكانًا هادئًا ومُريحًا، وتخلّص من كلّ ما قد يُشتّتك أثناء العمل.
  5. خذ فترات راحة 📌 لا تستمر في العمل لساعات طويلة دون انقطاع. قُم بأخذ فترات راحة قصيرة كلّ ساعة لتجديد نشاطك وتركيزك.

إنّ الالتزام بهذه النصائح يُساعد على خلق روتين يومي منظّم يُسهّل البدء في العمل ويُقلّل من فرص التسويف.

قسّم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر

قد تبدو بعض المهام ضخمة ومُعقّدة، مما يُثير الشعور بالرهبة ويُؤدّي إلى تأجيلها. ولكن عند تقسيم هذه المهام إلى مهام أصغر وأبسط، يُصبح من السهل البدء في العمل عليها وإحراز التقدّم بشكل مُتدرّج.

  • حدّد المهمة الرئيسية ابدأ بتحديد المهمة الرئيسية التي تريد إنجازها. دوّن هذه المهمة بشكل واضح ومُختصر.
  • قسّم المهمة الرئيسية إلى مهام فرعية قُم بتحليل المهمة الرئيسية وتقسيمها إلى مهام فرعية أصغر وأكثر سهولة.
  • رتّب المهام الفرعية حسب الأولوية بعد تقسيم المهمة الرئيسية إلى مهام فرعية، قُم بترتيب هذه المهام حسب أولويتها وأهميتها.
  • حدّد موعدًا نهائيًا لكلّ مهمة فرعية قُم بتحديد موعد نهائي واقعي لكلّ مهمة من المهام الفرعية التي قُمتَ بتحديدها.
  • ابدأ بالمهمة الأولى بعد تقسيم المهمة وتحديد مواعيد نهائية لكلّ جزء منها، ابدأ بالمهمة الأولى في القائمة وركّز عليها حتى تُنجزها.

إنّ تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يُساعد على جعل العمل أقل رهبة وأكثر جاذبية.

تجنّب مُشتّتات الانتباه

تُعدّ مُشتّتات الانتباه من أكثر العوامل التي تُؤثّر سلبًا على الإنتاجية وتُؤدّي إلى التسويف. ففي عصرنا الحالي، نُحاط بالعديد من المُغريات التي تُشتّت انتباهنا وتُبعدنا عن التركيز في العمل، بدءًا من الإشعارات الدائمة على الهواتف الذكية وصولًا إلى صخب وسائل التواصل الاجتماعي.

  1. أغلق الإشعارات: ابدأ بإغلاق كافة الإشعارات على هاتفك وجهاز الكمبيوتر أثناء ساعات العمل.
  2. حدّد أوقاتًا مُحدّدة للتواصل: حدّد أوقاتًا مُحدّدة خلال اليوم للتحقّق من بريدك الإلكتروني وحساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي.
  3. استخدم تطبيقات حجب المواقع: تُساعد هذه التطبيقات على حجب المواقع التي تُشتّتك أثناء العمل، مثل مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الألعاب.
  4. أخبر الآخرين بأنك مشغول: أخبر زملاءك في العمل أو أفراد عائلتك بأنك بحاجة إلى التركيز ولا تريد أن يُقاطعك أحد.
  5. اختر مكانًا هادئًا: حاول العمل في مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء والمُشتّتات البصرية.

إنّ التخلّص من مُشتّتات الانتباه يُتيح لك التركيز بشكل أكبر على مهامك وإنجازها بكفاءة أعلى.

ركّز على مهمة واحدة في كل مرة

يعتقد البعض أنهم يُمكنهم إنجاز عدّة مهام في نفس الوقت، إلا أنّ الدراسات أثبتت أنّ تشتيت الانتباه بين مهام مُتعدّدة يُؤثّر سلبًا على الإنتاجية ويُؤدّي إلى ارتكاب الأخطاء. لذا، من الأفضل التركيز على مهمة واحدة في كلّ مرة لضمان إنجازها بدقة وكفاءة.

  • ابدأ بالمهمة الأهم: حدّد المهمة الأكثر أهمية في قائمة مهامك والتزم بإنجازها قبل الانتقال إلى غيرها.
  • تجنّب التنقّل بين المهام: حاول مقاومة الرغبة في التنقّل بين مهام مُتعدّدة في نفس الوقت.
  • استخدم تقنية "بومودورو": تُساعد هذه التقنية على تحسين التركيز وإدارة الوقت بشكل فعّال، حيث تعتمد على العمل لمدّة 25 دقيقة متواصلة يليها استراحة لمدّة 5 دقائق.
  • خصص وقتًا مُحدّدًا لكلّ مهمة: قُم بتحديد وقت مُحدّد في جدولك اليومي لكلّ مهمة من مهامك.
  • كافئ نفسك بعد إنجاز كلّ مهمة: يُساعد مكافأة النفس بعد إنجاز كلّ مهمة على تحفيزك ومُواصلة العمل بجدّ.
إنّ التركيز على مهمة واحدة في كلّ مرة يُحسّن من جودة العمل ويُقلّل من الأخطاء، بالإضافة إلى زيادة الشعور بالإنجاز والرضا.

كافئ نفسك على إنجازاتك

يُعدّ التحفيز من العوامل الأساسية للنجاح في التغلّب على التسويف وإنجاز المهام. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مكافأة النفس بعد إنجاز كل مهمة، مهما كان حجمها.

  1. حدّد مكافآت مُحفّزة لك: فكّر في الأشياء التي تُسعدك وتُحفّزك، وحدّد بعض المكافآت البسيطة التي يمكنك منحها لنفسك بعد إنجاز كل مهمة.
  2. اجعل المكافآت متناسبة مع حجم المهمة: لا يشترط أن تكون المكافآت كبيرة أو باهظة الثمن، بل يكفي أن تكون ذات قيمة ومعنى بالنسبة لك.
  3. لا تكافئ نفسك على التسويف: احرص على عدم مكافأة نفسك على تأجيل العمل أو عدم إنجاز المهام، لأنّ ذلك سيُرسّخ عادات التسويف لديك.
  4. احتفل بإنجازاتك: لا بأس من الاحتفال بإنجازاتك، مهما كانت صغيرة.

إنّ مكافأة النفس تُساعد على خلق شعور إيجابي تجاه العمل وتُحفّز على مُواصلة العمل بجدّ لتحقيق المزيد من الإنجازات.

اطلب الدعم من الآخرين

لا تتردّد في طلب الدعم من الآخرين عندما تجد صعوبة في التغلّب على التسويف. تحدّث مع أصدقائك أو عائلتك أو زملائك في العمل، وشاركهم أهدافك وتحدّياتك.

  1. تحدّث مع شخص مُقرّب: شارك مشاعرك وأفكارك مع شخص مُقرّب منك، وطلب منه مساعدتك على تحديد أسباب التسويف ووضع استراتيجيات للتغلّب عليه.
  2. انضم إلى مجموعة دعم: تُوفّر مجموعات الدعم بيئة آمنة ومُحفّزة لتبادل التجارب والتعلّم من خبرات الآخرين.
  3. اطلب المساعدة من مُدرّب شخصي: يمكن للمُدرّب الشخصي مساعدتك على تحديد أهدافك ووضع خطة عمل فعّالة لتحقيقها.
  4. شارك أهدافك مع الآخرين: عندما تشارك أهدافك مع الآخرين، تشعر بمسؤولية أكبر تجاه تحقيقها، مما يُحفّزك على العمل بجدّ والتغلّب على التسويف.

إنّ الدعم الذي تحصل عليه من الآخرين يُساعدك على الشعور بالثقة والدعم، ويُسهّل عليك مُواجهة التحدّيات والتغلّب على التسويف.

لا تسعى إلى الكمال

قد يبدو السعي إلى الكمال أمرًا إيجابيًا، إلا أنّه قد يُصبح عائقًا أمام البدء في العمل وإنجاز المهام. فحتى لو لم تكن النتائج مثالية في البداية، فإنّ البدء وإحراز التقدّم أفضل من الجمود والتسويف.

  • ابدأ بالعمل وانطلق: لا تنتظر اللحظة المثالية أو الظروف المُناسبة للشروع في العمل. ابدأ بما هو متاح لديك وانطلق.
  • تقبّل الأخطاء كتجربة للتعلّم: لا تخف من ارتكاب الأخطاء، بل اعتبرها فرصة للتعلّم والتطوّر.
  • لا تُقارن نفسك بالآخرين: لكلّ شخص ظروفه وإمكانياته الخاصة به. ركّز على نفسك وتقدّمك الشخصي.
  • احتفل بإنجازاتك: مهما كانت صغيرة، احرص على الاحتفال بإنجازاتك وتقدير جهودك.

تذكّر أنّ الكمال نسبي وغير مُطلق. هدفك هو إنجاز العمل على أفضل وجه مُمكِن، وليس بالضرورة أن يكون مثاليًا.

الخاتمة

يُمكن القول إنّ التغلّب على التسويف يتطلّب وعياً ذاتيًا والتزامًا بتغيير العادات السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية. ومن خلال تطبيق الاستراتيجيات المُناسبة، يمكن لأي شخص التخلّص من عادات التسويف وتحقيق أهدافه وطموحاته.

بالإضافة إلى ذلك، يُساعد التخلّص من التسويف على تحسين جودة الحياة بشكل عام، حيث يُتيح للشخص التفرّغ للأمور الأكثر أهمية في حياته، كالعائلة والأصدقاء والهوايات.  
تعليقات