فحص التيفوئيد (Widal Test): دليلك الشامل

يُعدّ فحص التيفوئيد (Widal test) أحد الفحوصات المخبرية التي تُستخدم للكشف عن الإصابة بحمى التيفوئيد، ذلك المرض الجرثومي المُعدي الذي تُسببه بكتيريا تُسمى "السالمونيلا التيفية" (Salmonella Typhi). تنتقل هذه البكتيريا عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مُصاب. ينتشر التيفوئيد بشكلٍ رئيسي في البلدان النامية، ويُصيب الأطفال بشكلٍ أكبر من غيرهم.
فحص التيفوئيد (Widal Test).
فحص التيفوئيد (Widal Test): دليلك الشامل.

يكشف فحص التيفوئيد عن وجود أجسام مضادة لبكتيريا التيفوئيد في الدم. تُنتج هذه الأجسام المضادة بواسطة جهاز المناعة لمحاربة العدوى. ولذلك، فإن وجودها في الدم يدل على إصابة الشخص بالتيفوئيد أو تعرضه للبكتيريا في وقتٍ سابق.

كيف يتم إجراء فحص التيفوئيد(Widal test)؟

لا يتطلب فحص التيفوئيد أي تحضيرٍ خاص. يُمكن للشخص تناول الطعام والشراب بشكلٍ طبيعي قبل إجراء الفحص. 
يتم إجراء اختبار التيفوئيد (Widal test) عن طريق أخذ عينة من دم المريض، ويتم فحصها في المختبر بحثًا عن وجود أجسام مضادة محددة ضد البكتيريا المسببة للحمى التيفوئيدية (Salmonella Typhi).
  1. يتم سحب عينة من دم المريض، إما من وريد ذراعه، أو من طرف إصبعه، وتُحفظ في أنبوب اختبار.
  2. تُضاف مادة تسمى "أنتيجين" إلى عينة الدم، وهي مادة مُستخلصة من بكتيريا التيفوئيد، وتُستخدم لمعرفة ما إذا كان جسم المريض قد صنع أجسامًا مضادة ضد هذه البكتيريا.
  3. يتم مراقبة عينة الدم تحت المجهر لمعرفة ما إذا كانت الأجسام المضادة قد تفاعلت مع "أنتيجين" التيفوئيد، وفي حال حدوث تفاعل، فإنّ هذا يشير إلى وجود عدوى.
يُعدّ فحص التيفوئيد (Widal test) اختبارًا سريعًا وفعالًا، وعادة ما يتم الحصول على النتائج في غضون 24 ساعة، لكنّ بعض المختبرات قد تحتاج إلى وقت أطول للحصول على النتائج.
يُمكن أن تُساعد معرفة كيفية إجراء فحص التيفوئيد في فهم النتائج بشكلٍ أفضل.

أنواع فحص التيفوئيد

يُقسم فحص التيفوئيد إلى نوعين رئيسين: فحص O و فحص H.
  1. فحص O (O Antigen): يُستخدم هذا الفحص للكشف عن وجود أجسام مضادة ضد مستضد O في بكتيريا التيفوئيد. يُعدّ هذا المستضد مسؤولًا عن إحداث الأعراض الرئيسية لمرض التيفوئيد، مثل الحمّى، الإسهال، وآلام البطن.
  2. فحص H (H Antigen): يهدف هذا الفحص إلى الكشف عن وجود أجسام مضادة ضد مستضد H في بكتيريا التيفوئيد. يُعدّ هذا المستضد مسؤولًا عن حركة بكتيريا التيفوئيد. يُشير وجود أجسام مضادة ضد هذا المستضد إلى أن المريض قد تعرض لعدوى سابقة ببكتريا التيفوئيد، أو أنه قد تلقى لقاح التيفوئيد.
يُمكن إجراء كلا النوعين من فحوصات التيفوئيد معًا، مما يُساعد على الحصول على صورة أوضح حول حالة المريض. فحص O عادةً ما يُصبح إيجابيًا بعد أسبوع من ظهور الأعراض، بينما فحص H قد يُصبح إيجابيًا بعد أسبوعين.

تفسير نتائج فحص التيفوئيد

تُشير نتائج فحص التيفوئيد الإيجابية إلى وجود أجسام مضادة لبكتيريا التيفوئيد في الدم، مما يُشير إلى إصابة الشخص بالتيفوئيد أو تعرضه للبكتيريا في وقتٍ سابق. من ناحية أخرى، تُشير نتائج فحص التيفوئيد السلبية إلى عدم وجود أجسام مضادة لبكتيريا التيفوئيد في الدم، مما يعني أن الشخص غير مُصاب بالتيفوئيد. ولكن، يجب الانتباه إلى أن نتائج تحليل التيفوئيد قد لا تكون دقيقة دائمًا. فقد تُشير النتائج السلبية إلى أن الشخص مُصاب بالتيفوئيد ولكن جهاز المناعة لديه لم يُنتج أجسامًا مضادة كافية للكشف عنها بعد. أو قد تكون النتيجة إيجابية نتيجة أسباب أخرى مثل بعض أنواع العدوى أو الأمراض المناعية. لذلك، يجب استشارة الطبيب لتفسير نتائج فحص التيفوئيد بشكلٍ صحيح.

  1. دقة فحص التيفوئيد 📌تعتمد دقة  الفحص على عدة عوامل، بما في ذلك توقيت إجراء الفحص، ونوع الفحص المُستخدم، والحالة الصحية العامة للشخص. بشكلٍ عام، تُعدّ دقة فحص التيفوئيد عالية نسبيًا.
  2. العوامل المؤثرة على دقة الفحص 📌يُمكن أن تتأثر دقة تحليل التيفوئيد بعدة عوامل، بما في ذلك: 

  • توقيت إجراء الفحص: يُفضّل إجراء فحص التيفوئيد بعد مرور أسبوع على الأقل من بدء ظهور أعراض حمى التيفوئيد للحصول على نتائج أكثر دقة.
  • نوع الفحص المُستخدم: تتوفر أنواع مختلفة من تحليل التيفوئيد، وتختلف دقتها من نوعٍ لآخر.
  • الحالة الصحية العامة للشخص: قد تُؤثر بعض الحالات الصحية، مثل ضعف جهاز المناعة، على دقة فحص التيفوئيد.

يُمكن أن تُساعد هذه المعلومات في فهم العوامل التي قد تؤثر على دقة فحص التيفوئيد وبالتالي تفسير النتائج بشكلٍ أفضل.

أعراض حمى التيفوئيد

تظهر أعراض حمى التيفوئيد عادةً بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالبكتيريا. تتضمن الأعراض الشائعة ما يلي:

  • الحمى: تبدأ الحمى بشكلٍ تدريجيّ، وتزداد حدتها على مدى عدة أيام، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت).
  • الصداع: يُعدّ الصداع من الأعراض الشائعة لحمى التيفوئيد.
  • آلام العضلات: قد يُعاني الشخص المصاب بحمى التيفوئيد من آلام في العضلات، وخاصةً في البطن والساقين.
  • الإسهال أو الإمساك: يُمكن أن يُسبب التيفوئيد الإسهال أو الإمساك.
  • آلام المعدة: قد يُعاني الشخص المصاب بحمى التيفوئيد من آلام في المعدة، وقد يُصاحبها غثيان وقيء.
  • فقدان الشهية: يفقد الشخص المصاب بحمى التيفوئيد شهيته للطعام.
  • فقدان الوزن: قد يُعاني الشخص المصاب بحمى التيفوئيد من فقدان الوزن.
  • الطفح الجلدي: قد يظهر طفح جلدي على الصدر والبطن لدى بعض الأشخاص المصابين بحمى التيفوئيد.

إذا كنت تُعاني من أعراض حمى التيفوئيد، فمن المهمّ استشارة الطبيب على الفور. يُمكن أن تُشبه أعراض حمى التيفوئيد أعراض أمراض أخرى، لذلك من المهمّ الحصول على تشخيص دقيق.

علاج حمى التيفوئيد

يُعدّ العلاج بالمضادات الحيوية هو العلاج الرئيسي لحمى التيفوئيد. تُستخدم المضادات الحيوية لقتل بكتيريا التيفوئيد. من المهمّ تناول المضادات الحيوية كما وصفها الطبيب، وحتى إكمال دورة العلاج كاملة، حتى لو تحسنت الأعراض. بالإضافة إلى المضادات الحيوية، قد يوصي الطبيب بإجراءات أخرى لعلاج حمى التيفوئيد، مثل:

  1. الراحة في الفراش
  2. شرب الكثير من السوائل
  3. تناول نظام غذائيّ صحيّ

قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى يتعافى الشخص تمامًا من حمى التيفوئيد. من المهمّ اتباع تعليمات الطبيب بعناية للحصول على أفضل النتائج.

الوقاية من حمى التيفوئيد

توجد العديد من الإجراءات التي يُمكن اتخاذها للوقاية من حمى التيفوئيد، وتشمل:

  1. غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض.
  2. شرب الماء النظيف فقط. يُمكن غلي الماء أو استخدام جهاز تنقية المياه لضمان سلامته.
  3. تناول الطعام المطبوخ جيدًا فقط. تجنب تناول الطعام النيء أو غير المطبوخ جيدًا، وخاصةً اللحوم والبيض.
  4. التطعيم ضد حمى التيفوئيد. يتوفر لقاح ضد حمى التيفوئيد، ويُنصح به للأشخاص الذين يُسافرون إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض.

باتباع هذه النصائح، يمكنك تقليل خطر الإصابة بحمى التيفوئيد بشكلٍ كبير.

الأسئلة الشائعة حول فحص التيفوئيد

ما هو فحص التيفوئيد؟

 فحص التيفوئيد هو فحص دم يُستخدم للكشف عن عدوى التيفوئيد أو حمى التيفوئيد، وهي عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق الطعام أو الماء الملوثين.

متى يجب عليّ إجراء فحص التيفوئيد؟

 يجب عليك إجراء فحص التيفوئيد إذا كنت تعاني من أعراض التيفوئيد، مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع وآلام البطن. كما قد يوصي طبيبك بإجراء الفحص إذا كنت قد سافرت مؤخرًا إلى منطقة ينتشر فيها التيفوئيد.

كيف يتم إجراء فحص التيفوئيد؟

 يتم إجراء فحص التيفوئيد عن طريق أخذ عينة دم من ذراعك. يتم إرسال عينة الدم إلى المختبر للاختبار.

ماذا تعني نتائج فحص التيفوئيد؟

 إذا كانت نتائج فحص التيفوئيد إيجابية، فهذا يعني أنك مصاب على الأرجح بعدوى التيفوئيد. إذا كانت النتائج سلبية، فهذا يعني أنك لست مصابًا على الأرجح بعدوى التيفوئيد.

هل تحليل التيفوئيد دقيق دائمًا؟

 لا، فحص التيفوئيد ليس دقيقًا دائمًا. هناك احتمال ضئيل للحصول على نتيجة إيجابية خاطئة (مما يعني أنك لست مصابًا بالتيفوئيد على الرغم من أن نتيجة الاختبار إيجابية) أو نتيجة سلبية خاطئة (مما يعني أنك مصاب بالتيفوئيد على الرغم من أن نتيجة الاختبار سلبية).

ماذا أفعل إذا كانت نتيجة فحصي للتيفوئيد إيجابية؟

 إذا كانت نتيجة فحص التيفوئيد إيجابية، فسيصف لك طبيبك على الأرجح المضادات الحيوية لعلاج العدوى. من المهم اتباع تعليمات طبيبك بعناية واتخاذ جميع الأدوية الموصوفة لك.

كيف يمكنني الوقاية من التيفوئيد؟

 يمكنك تقليل خطر الإصابة بالتيفوئيد عن طريق غسل يديك بشكل متكرر بالماء والصابون، وشرب الماء المعالج فقط، وتناول الطعام المطبوخ جيدًا. كما يتوفر لقاح التيفوئيد، والذي يمكن أن يساعد في حمايتك من العدوى.

اقرأ ايضا : ما هو التيفوئيد؟

الخاتمة: 

يُعدّ فحص التيفوئيد (Widal test) أداة مهمة لتشخيص وعلاج حمى التيفوئيد. من خلال فهم كيفية إجراء الفحص وتفسير نتائجه، يُمكن للأشخاص اتخاذ القرارات الصحية المناسبة. من المهمّ أيضًا اتباع تدابير الوقاية للحدّ من خطر الإصابة بحمى التيفوئيد. تذكر، الوقاية خيرٌ من العلاج.
تعليقات